
كثيرًا ما يُتهم الشحن السريع بأنه السبب وراء ضعف عمر البطارية، لكن الحقيقة مختلفة. فالهواتف الحديثة مجهّزة بأنظمة متطورة تنظّم دخول الطاقة، وتراقب الحرارة، وتُعدّل سرعة الشحن لحماية المكونات الداخلية. المشكلة الحقيقية لا تكمن في التقنية نفسها، بل في عاداتنا اليومية في الشحن والاستخدام.
1. الشحن طوال الليل.. راحة مضرّة
ترك الهاتف متصلاً بالكهرباء حتى الصباح من أكثر الأخطاء شيوعًا. صحيح أنه يضمن بطارية ممتلئة عند الاستيقاظ، لكنه يضع ضغطًا متواصلًا على الخلايا عبر ما يُعرف بـ "الشحن البطيء". هذا الضغط، إلى جانب الحرارة الناتجة، يُسرّع من تدهور البطارية تدريجيًا.
بعض الشركات طوّرت حلولًا مثل "الشحن التكيفي" الذي يوقف الشحن عند 80% ويُكمله قبل موعد فصل الهاتف عن الكهرباء، لتقليل أثر هذه العادة.
2. تفريغ البطارية حتى النهاية
على النقيض، استنزاف البطارية حتى 2 أو 3% قبل إعادة شحنها يُسبب ضغطًا إضافيًا على الخلايا. كل دورة تفريغ عميق تُضعف السعة الكلية للبطارية بشكل دائم.
القاعدة الذهبية هنا هي 20/80: لا تدع شحن البطارية ينخفض تحت 20%، وحاول فصله عند 80%، فهذا النطاق هو الأمثل لعمر أطول.
3. إبقاء الهاتف مشحونًا بنسبة 100% لساعات
حتى لو لم تستخدم جهازك، فإن تركه متصلًا بالشاحن بعد اكتمال الشحن يُبقي البطارية تحت جهد عالٍ غير مريح لمكوناتها الكيميائية، ما يؤدي لتآكلها بصمت. الأفضل هو شحن الهاتف على دفعات قصيرة ومتكررة بدلًا من تركه موصولًا طوال الوقت.
4. الحرارة والبرودة.. العدو الخفي
البطاريات تعمل بكفاءة في درجات حرارة تتراوح بين 10 و43 مئوية. تعريض الهاتف لحرارة السيارة تحت الشمس، أو وضعه قرب المدفأة، أو حتى في بيئة باردة جدًا، يضر البطارية بشكل مباشر.
رغم وجود أنظمة أمان تحدّ من الشحن في الظروف القاسية، إلا أن مسؤولية حماية البطارية تقع بالدرجة الأولى على المستخدم.

■ الخلاصة :
ليس الشحن السريع هو ما يضعف البطارية، بل العادات اليومية الخاطئة:
- تجنّب الشحن طوال الليل.
- لا تُفرغ البطارية حتى النهاية.
- لا تترك الهاتف متصلًا بالكهرباء بعد 100%.
- احرص على إبقاء الجهاز في بيئة معتدلة الحرارة.
بتغيير هذه السلوكيات البسيطة، يمكنك إطالة عمر بطارية هاتفك لسنوات، وتجنب مصاريف الاستبدال المبكر.